العمارة الخضراء بين الكفاءة والاستدامة

إن استهلاك الطاقة المتزايد وعملية الاحتباس الحراري وما ينتج عنهما من إضرار بالبيئة أصبحا من الهواجس الكبرى التي تؤرق العالم اليوم. تستعرض ورقة المراجعة هذه إحدى الطرق التي اتجه إليها العالم للتقليل من تلك الأضرار البيئية وهي العمارة الخضراء أو بمعنى أشمل وأعم الاستدامة، التي تشمل تطبيق طيف واسعٍ من الممارسات، منها إدماج تقنيات جديدة ومحددة يتم على أساسها تقييم المبنى من حيث مدى تناغمه مع البيئة، وقلة استهلاكه للطاقة، وقلة الآثار البيئية المترتبة عن دورة حياة المبنى بداية من تحديد الموقع وتصميم المبنى والتشغيل والصيانة والترميم إلى التجديد. و بالرغم من أهمية الموضوع فإنه لم يتم استغلاله وتطبيقه في ليبيا، نظرا لعدم دراية الكثير من شرائح المجتمع الليبي به. من هنا انبثقت فكرة هذه الورقة التي تهدف إلى نشر وتعزيز ثقافة وتقنيات العمارة الخضراء، و تتطرق إلى مزاياها وإيجابياتها التي تعتبر من الخطوات الأساسية للبدء في تطبيقها على نطاق واسع في ظل التقدم الكبير الذي تشهده البلاد في مجالات العمارة و الإسكان، حيث خلصت هذه الورقة إلى أنه يمكن التقليل من استهلاك الطاقة والضرر البيئي، بشكل مباشر وغير مباشر، و بقدر كبير بعد تطبيق و إدماج تلك التقنيات في المباني.