توظيف اللون في شعر محمد حسين آل ياسين , دراسة أسلوبية

Abstract

يحاول البحث دراسة انماط توظيف اللون في شعر محمد حسين آل ياسين على وفق الدراسة الاسلوبية الاحصائية التي كان لها دور كبير في الكشف عن انتماء الشاعر للقصيدة الكلاسيكية عن طريق توظيفه لمفردة حملت لوناً طالما كان علامة بارزة في شعر الاقدمين، وعلى الرغم من اعتمادنا الدراسة الاسلوبية الاحصائية فاننا لم نهمل السياق الذي رشح لوناً من دون غيره في الأنموذجات المختارة من شعره. فلا يختلف اثنان في أن اللون عنصر ضروري في تشكيل الصورة الشعرية، فقد تنبه النقد العربي القديم الى اهميته ودرسوه تحت مصطلح (التدبيج)، وحظي باهتمام كبير من لدن الشعراء؛ ذلك نجده يمتلك فضلاً عن قيمته الجمالية قيمة فكرية كبيرة تتمثل في التعبير عن قيم رمزية وكنائية تسهل وصول المعنى لمتلقيه، وإذا كانت القصيدة الكلاسيكية قد تداخلت مع فن الرسم بعنصر اللون فحسب، فان القصائد الحديثة بتشكيلاتها البنائية هدمت الجدار الفاصل بين الفنين، واضحت الحدود الفاصلة بينهما أقل استقراراً من الحدود الادارية للصين، فاصبح اللون في هذه القصائد لغة رمزية تجاوزت التوظيف السطحي البسيط الى دلالات أكثر عمقاً عن طريق السياق الذي يملي على الشاعر تقنية الاختيار والتعبير. وهذا ما نحاول رصده في شعر محمد حسين آل ياسين الذي كان على وعي تام كوعي الناقد العربي القديم بوظيفة اللون وأثرها في تحقيق القضايا الفكرية التي يحاول طرحها ومعالجتها شعرا